الرغبة في تقليل ساعات العمل هو شيء مهم لجميع أفراد المجتمع ، تخيل لو كنت تستطيع العمل متى وأينما أردت.
هل تعمل أفضل وتستمتع بمزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء؟
وماذا لو غادرنا عملنا في وقت مبكر قليلاً عن المُعتاد؟ هل سيكون هذا سرًا لحياة أكثر إنتاجية وصحية؟
هل يمكن أن يجعل ذلك الشركات أكثر كفاءةً وتكون بداية لحياة ناجحة أكثر؟
لذلك سنتعرف في هذا المقال على من هو صاحب فكرة العمل لمدة 8 ساعات و 5 ايام بالاسبوع . وهل العمل بعدد ساعات أقل هي بداية فشل أم نجاح؟
وماهي عدد ساعات العمل المثالي، وما الوقت الأنسب لانجاز عملنا بشكل أكثر.
العمل لمدة 8 ساعات بداية فشل أم وسيلة نجاح
من المتعارف عليه أن دوام العمل في المجتمع أو مدة العمل تستمر لمدة 8 ساعات يومياً . وأصبح هذا نمطًا تقليديًّا في القرن العشرين لدوام العمل ، فنبدأ يومنا بالعمل في التاسعة صباحًا وننهيه في الخامسة مساءً.
وفي بعض الأحيان يستمر العمل حتى السابعة، بالنظر إلى فترات الاستراحة التي تتخلله.
لكن لماذا ثماني ساعات العمل؟ الإجابة عن هذا السؤال تعود إلى أكثر من 200 عام.
في ظل التطورات التي يشهدها المجتمع في سوق العمل الآن، تعمل الإدارات على إعادة صياغة مبادئها التنظيمية في أوقات ساعات العمل.
لاسيما أن الشركات والموظفين على حد سواء اكتشفوا أن ساعات العمل . تؤثر سلبًا على إنتاجية الموظفين وتضعف من آدائهم.
لذلك يبحث المسؤلون عن دوام العمل على أساليب أكثر مرونة . لتنظيم مدة العمل وساعات العمل للموظفين. بما يتفق مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والانفتاح الرقمي الذي يشهده العالم.
ومن بين الحلول التي ظهرت في الشركات الأكثر إنتاجية في العالم،هي تقليل دوام العمل اليومي أو تقليل ساعات العمل ، وتقليص مدة العمل.
الحلول
كثيرون من أصحاب الشركات لا يتخيلوا ما هي هذه الحرية في العمل؛ لكن وفي جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي ، يتمتع حوالي 17٪ من جميع العمال العاملين بالوصول إلى المرونة ، مما يعني أن أوقات بدء العمل والانتهاء من العمل مرنة، ويتمتع 5٪ آخرون باستقلالية تامة عن وقت عملهم.
فإن أولئك الذين يتمتعون بمزيد من التحكم في جدول أعمالهم يعملون أكثر من أولئك الذين لديهم تحكم أقل، في الواقع يميل الناس إلى العمل لساعات عمل إضافية بمجرد السماح لهم بالعمل بمرونة ، مقارنةً بوقت عدم وجودهم.
كانت هذه نتائج لبحوث أجريت في مجلة اجتماعية أوروبية، درست البيانات التي تبعت العمال على مدى عدة سنوات في ألمانيا لمعرفة ما حدث لمقدار الوقت الإضافي الذي قاموا به بمجرد بدء التحكم في ساعات العمل الخاصة بهم.
تتطابق هذه النتائج أيضا مع الأبحاث المماثلة بشأن العمال البريطانيين ،لقد وجد نمطًا مشابهًا عندما يتمتع العمال بمزيد من الاستقلالية خلال ساعات عملهم ، فمن المحتمل أن يزيدوا من مدة عملهم.
من صاحب فكرة العمل 8 ساعات في اليوم و5 أيام في الأسبوع؟
بعض الأشخاص يظن أن هنري فورد كان وراء فكرة دوام ال8 ساعات ولكن الفكرة تعود إلى القرن التاسع عشر، وإلى بريطانيا التي كانت في مصاف الدول الصناعية آنذاك.
كان روبرت أوين أحد مؤسسي الإشتراكية الطوباوية وكان من اوائل من دعا إلى تقليل مدة العمل إلى 8 ساعات حين قال :أن ” اليوم يجب أن يقسم إلى 8 ساعات للعمل، و8 ساعات للإستجمام، و8 ساعات للراحة ” ،مؤكدًا أن هذا البرنامج يهدف إلى خلق توازن في يوم العمل.
طبّق أوين نظام 10 ساعات في بداية الأمر ومن ثم وصلوا إلى 8 ساعات، لكن الأمور لم تسر بالسلاسة في بقية المصانع والدول في أروبا، فقد كافح العمال وحدثت الكثير من الصدامات بينهم وبين الحكومة من أجل تقليل ساعات العمل ، ومنذ ذلك الوقت بدأت عدوى تقليل ساعات العمل حول العالم واستغرق الأمر الكثير من السنوات لكي يتم تطبيقها .
والعمل لثمان ساعات في المكتب مجرد وهم لأن العمل أصبح يحيط بالموظف الذي يستطيع القيام بالكثير من الأعمال عن بعد دون الحاجة إلى الوجود بنفسه على طاولة المكتب ( مثلاً: هل احتاج إلى التواجد في المكتب للرد على الرسائل؟ ).
إلا أن هنري فورد ،الذي يعد مالك إحدى أكبر الشركات الأمريكية لصناعة السيارات، وصاحب مبادرة تقليل أيام العمل الأسبوعية؛ وجعلها 5 أيام فقط بدلًا من 6 أيام؛ اكتشف أن أسابيع العمل الأقصر زادت من إنتاجية الموظفين، إضافةً إلى تأكده من حاجة العاملين إلى قضاء وقت أكثر مع عائلاتهم والاستمتاع بأوقات فراغهم.
العمل بعدد ساعات أقل بداية فشل أم وسيلة نجاح؟
في الآونة الأخيرة بدأت الكثير من الأصوات تنادي بتقليل ساعات العمل وإعادة النظر.
وقد قامت أحد دور الرعاية في السويد بتجربة تقليل ساعات عمل الممرضات من 8 إلى 6 ساعات .
في اليوم وتم تقييم التجربة لمدة سنة كاملة كانت فيها النتائج إيجابية . فقد زادت السعادة بنسبة 20% كما قلت الإجازات المرضية بنسبة النصف.
وكل هذا انعكس على خدمة أفضل لسكان دار الرعاية لأن الممرضات كانّوا سعداء ويحصلون على قدر أكبر من الراحة.
وهناك أيضاً أسباب وراء هذا النمط . يمكن تفسير واحد من خلال نظرية تبادل الهدايا . أي أن الناس يتعاملون مع الحرية التي يمنحها لهم صاحب العمل كهدية ، والتي يكافئونها بعمل شاق . فضلاً عن السعي لإظهار أنه يمكن الوثوق بهم بهبة الاستقلال.
وتشير بعض البحوث إلى أن هذا النظام يقلل من نسبة الضغط على الموظف ويجعله أكثر سعادة أيضاً ، وهناك بعض الناس قالوا أن ساعات العمل المريحة قد تجعلك تعمل ساعات أكثر بدون أن تعلم.
كذلك، وجدت دراسة أخرى أُجريت في مختبر الصحة والسلامة في المملكة المتحدة أن البقاء في محل العمل أكثر من 8 ساعات يوميًا يرتبط بزيادة الشعور بالتوتر والإجهاد، إضافة إلى الصداع واضطرابات القلب والأوعية الدموية.
ما عدد ساعات العمل المثالي والوقت الأنسب للعمل؟
فكرة العمل لـ8 ساعات متتالية في اليوم تتناقض تمامًا مع طريقة عمل الجسم . لان الانسان غير قادر على الانتاج لمدة 8 ساعات عمل متتالية .
فذلك يتعارض مع بيولوجيا جسمه، ففي النهاية اتفق العلماء أن عدد ساعات العمل المثالية يجب ألا تزيد على 6 ساعات.
مشيرين إلى أن الإنسان يصبح أكثر نشاطًا في الصباح، حيث وجدت دراسات تقول أننا نكون أكثر إنتاجية في أوقات مُعينة في اليوم .
كما نعلم أن أجسامنا تمر بذروتين من الإنتاجية في اليوم، وهي:
-
- الأولى تحدث في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ مباشرةً، إذ ينشط الدماغ تدريجيًا ويصبح شديد النشاط حتى قبل الظهر.
- أما الفترة الثانية فتكون من الساعة 3 وحتى 4 عصرًا، كما أشارت بعض الدراسات إلى أن ذروة الإبداع تكون في المساء في الساعة 9 مساءً.
للاستفسار ولمعرفة المزيد يمكنكم التواصل معنا وارسال التعليقات والملاحظات لمعرفة أرائكم .